في الثالث عشر من يوليو/ تموز 2024، تعرَّض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية 2024 دونالد ترامب لمحاولة اغتيال عندما أُطلقت عليه النار خلال تجمُّع انتخابي، ولم يكن ترامب هو أول رئيس أمريكي يتعرض لمحاولة اغتيال، ولكن شهد التاريخ الأمريكي، منذ حصول الولايات المتحدة على استقلالها عام 1776 وحتى 2024 للعديد من المحاولات لاغتيال الرؤساء الأمريكيين، وبعضها نجح بالفعل وسقط عدد من الرؤساء وكذلك عدد من المرشحين للانتخابات الرئاسية قتلى نتيجة هذه العمليات.
ويستعرض هذا التقرير أهم هذه المحاولات وما انتهت إليه من نتائج وما ترتب عليها من تداعيات:
(1) أندرو جاكسون (1835)
في يناير/كانون الثاني عام 1835، دخل نقّاش متقاعد يدعى ريتشارد لورانس إلى مبنى الكابيتول. وكان لورانس يعتقد أنه الملك الإنكليزي ريتشارد الثالث، الذي عاش في القرن الخامس عشر، وكان الرئيس أندرو جاكسون يغادر في هذه الأثناء جنازة أحد النواب، عندما قابله المواطن “الإنكليزي” في الرواق الشرقي، المعروف بـ”East Portico”، وهدده بمسدس.
أشهرَ الرجل المسدس في وجه أندرو جاكسون وضغط على الزناد. ولكن لم يحدث أي شيء. صاح جاكسون في وجه لورانس “اتركني.. اتركني! أنا أعرف من أين أتى هذا”، وذلك وفقاً لما نقلته مجلة سميثسونيان، وتخلَّص لورانس من السلاح، وأخرج سلاحاً آخر ووجَّهه نحو جاكسون. لكنه أخطأ أيضاً.
وذكرت مجلة تايم الأميركية أن إخفاق مسدسين، وهما في الأساس يعملان بلا خلل، وتبلغ قيمة أحدهما 125 ألف دولار، كانت نتيجة لرطوبة الهواء في هذا اليوم.
(2) أبراهام لينكولن (1865)
اغتيل لينكولن بيد جون ويلكس بوث، الممثل المعروف والمتعاطف مع الكونفدرالية، أثناء حضوره مسرحية بعنوان “ابن عمنا الأمريكي” في مسرح فورد بواشنطن.
والهجوم الذي جاء بعد أيام على استسلام قائد الجيش الكونفدرالي في الحرب المدنية، كان جزءًا من مخطط أكبر تضمّن محاولات اغتيال استهدفت نائب الرئيس أندرو جونسون ووزير الخارجية وليام سيوارد.
ففي أعقاب نجاح أبراهام لينكولن في قيادة الجيوش الشمالية وإلحاق الهزيمة بالجنوبيين الذين انفصلوا بولايتهم رفضاً لإلغاء قانون الرقّ والعبودية في البلاد مُشعلين حرباً أهلية، تمكّن لينكولن من إنهائها وتمرير قانون الرّق بعد ذلك بحنكته ودهائه.
وكان أبراهام لينكولن أول رئيس يتم اغتياله، حيث أطلق جون ويلكس بوث النار عليه في 14 نيسان/ أبريل 1865، وتوفي لينكولن في صباح اليوم التالي، وذُكر أن دعمه لحقوق السود كان من أسباب اغتياله، وخلف لينكولن نائب الرئيس أندرو جونسون.
(3) جيمس غارفيلد (1881)
كانت عملية الاغتيال التالية من نصيب الرئيس الـ20 للولايات المتحدة، جيمس جارفيلد، الذي أُطلقت عليه رصاصة من الخلف في يوليو/تموز 1881 بعد مُضيّ أقلّ من 6 شهور على تسلّمه منصبه، وتسببت في وفاته في 19 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
فبينما كان يحضّر لقضاء إجازة صيفية على متن يخت، وصل الرئيس جارفيلد إلى محطة السكك الحديدية بواشنطن حيث كان المحامي كارلوس جيتو الذى كان غاضباً بعد أن رُفض طلب تعيينه كسفير للولايات المتحدة في فرنسا في انتظاره، ومن خلف أحد المقاعد أخرج جيتو المسدس وأطلق النار عليه.
اخترقت الرصاصة ظهر جارفيلد، وهشمت عموده الفقري ثمّ استقرت خلف البنكرياس، الأمر الذي تسبب في انهيار الرئيس وسقوطه أرضاً دون أن يموت. على إثر ذلك نُقل جارفيلد إلى البيت الأبيض واستُخرجت الرصاصة من جسده، لتبدأ بعدها حالة الرئيس بالتحسّن لدرجة أنه استأنف عمله في البيت الأبيض وهو راقد في فراشه، إلا أنّ حالته عادت للتدهور مجدداً منتصف شهر سبتمبر/أيلول، وبدأت قوّته تتلاشى مع مرور الساعات حتى وفاته صباح 19 سبتمبر/أيلول 1881. فيما أُعدم قاتله بعد أقلّ مِن عام، وخلف غارفيلد نائب الرئيس تشيستر آرثر.
(4) وليام ماكينلي (1901)
أُطلِق النار على ويليام ماكينلي بعد إلقائه خطابا في بوفالو في 6 أيلول/ سبتمبر 1901، حيث كان يصافح أشخاصًا يمرون عبر خط الاستقبال عندما أطلق رجل رصاصتين على صدره من مسافة قريبة، وتوقع الأطباء أن يتعافى، لكن الغرغرينا أصابته بعد ذلك، توفي ماكينلي في 14 أيلول/ سبتمبر 1901، بعد 6 أشهر من بدء ولايته الثانية، وخلفه نائب الرئيس ثيودور روزفلت، وقُتل الرئيس ماكينلي برصاص ليون كولغوش في بافالو بولاية نيويورك.
وفي الأيام التي أعقبت إطلاق النار، بدا أنّ ماكينلي يتحسّن وأصدر الأطباء نشرات متفائلة بشكل متزايد، إلا أنّ الحقيقة كانت عكس ذلك، حيث إنّ أطبائه لم يُدركوا وقتها خطر الغرغرينا التي نمت على جدار معدته وتسببت في تسمم دمه ببطء، الأمر الذي كان سبباً في وفاته، ليُحاكم كازلجوسز بتهمة القتل بعد 9 أيام من وفاة ماكينلي ويعدم بالكرسي الكهربائي.
(5) ثيودور روزفلت (1912)
مثل ترامب، كان تيدي روزفلت مرشحًا للبيت الأبيض ورئيسًا سابقًا عندما أُطلق عليه النار في ميلووكي بولاية ويسكنسن، والرصاصة التي بقيت في صدره طيلة حياته، اخترقت خطابًا مطويًا وعلبة معدنية لحفظ النظارات كانت في جيبه.
وقد وقعت المحاولة عام 1912، من قبل شخص يدعى جون فلامنغ شرانك، وأقدم شرانك على محاولة اغتيال روزفلت، بواسطة مسدس من عيار 38 ملم، أصيب خلالها المرشح الرئاسي في صدره مباشرة، لكن اصطدام الطلقة بنظارته المعدنية ومحفظة سميكة، كانت تحتوي على خطابه، قللت من خطورة الإصابة، واستقرت الرصاصة في الصدر، وأكمل الخطاب قبل أن ينقل لتلقي العلاج، وينجو من الحادثة.
ومن بين ما جاء في خطابه: “أصدقائي، أود أن أطلب منكم الهدوء بقدر الإمكان. إنني لا أدري إذا كنتم تستوعبون أنني تعرضت لإطلاق النار، لكن الأمر يحتاج لأكثر من ذلك من أجل قتل الثور القوي. لكن لحسن الحظ، كنت أحمل مذكرتي؛ لذا كما ترون كنت سألقي كلمة طويلة، وكان هناك رصاصة -هنا حيث مرت الرصاصة- وهي في الغالب أنقذتني ومنعت مرور الرصاصة إلى قلبي. الرصاصة داخل جسمي الآن، لذا فلن أستطيع أن ألقي خطاباً طويلاً، لكني سأبذل قصارى جهدي”.
وقد أنهى باقي حديثه بينما تسكن الرصاصة بين ضلوعه، حيث ظلت موجودة في المكان نفسه حتى وفاته عام 1919.
(6) هربرت هوفر (1928)
في عام 1928، كاد الرئيس الأميركي هربرت هوفر أن يُقتل خلال زيارته لمنطقة الأنديز، فقد حاول الفوضويون الأرجنتينيون أن يفجروا قطاره، إلا أن القاتل اعتُقل قبل أن يزرع المتفجرات على القضبان.
وبعد أن علم بإحباط مؤامرة الاغتيال، مزق هوفر الصفحة الرئيسية من الصحيفة؛ حتى لا تقلق زوجته لو هنري هوفر، وذلك حسبما قالت مكتبة ومتحف هربرت هوفر الرئاسية؛ إذ يقال إن الرئيس الـ31 للولايات المتحدة قال ساخراً إنه رغم عدم اهتمامه بالأمر “كان من الواجب أيضاً ألا ترى (لو) هذه الأخبار”.
(7) فرانكلين دي روزفلت (1933)
في عام 1933، أطلق الإيطالي جوزيبي زانجارا خمس رصاصات باتجاه موكب الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت أثناء سيره في ولاية فلوريدا، في محاولة لقتله، لكن لم تصبه أيّ مِن الرصاصات. وقُتل بدلاً منه رئيس بلدية شيكاغو أنتون سيرماك.
ولم يتضح من هي الشخصية التي كان زانجارا يحاول اغتيالها، فقد اعتُقل وأُعدم بالكرسي الكهربائي بعد قضاء 10 أيام في سجن المحكوم عليهم بالإعدام، وبعد 10 أعوام، زعم المسؤولون السوفييت أنهم كشفوا عن خطة نازية لاغتيال روزفلت وقادة آخرين خلال مؤتمر طهران.
(8) توماس ديوي (1948)
في عام 1948، انتشرت تقارير إعلامية عن مخطط لاغتيال المرشح للرئاسة الأمريكية، توماس ديوي، عن الحزب الجمهوري، والذي سبق أن كان حاكما لنيويورك، ودخل في معارك للتخلص من عصابات المافيا في المدينة، لكن المخطط أحبط قبل الشروع فيه.
(9) جون إف كينيدي (1963)
اغتيل الرئيس كينيدي بإطلاق نار استهدف موكبه، وكان في إحدى سياراته مع زوجته جاكي، في مدينة دالاس بولاية تكساس. ومطلق النار هو لي هارفي أوزوالد، وقد توصلت “لجنة وارن” التي حققت في الاغتيال عام 1964 إلى أن لي هارفي أوزوالد، عنصر البحرية السابق الذي أقام في الاتحاد السوفيتي، تصرّف بمفرده.
ويعتقد عدد كبير من الأمريكيين أن مقتل كينيدي أذِن بفترة أكثر عنفًا في السياسة والمجتمع الأمريكي، على خلفية حرب فيتنام والكفاح من أجل حقوق الإنسان.
وأدى نائبه ليندون جونسون اليمين الدستورية في غرفة مؤتمرات على متن الطائرة الرئاسية، وهو الرئيس الوحيد الذي أدى اليمين الدستورية على متن طائرة.
(10) روبرت إف كينيدي (1968)
قُتل روبرت شقيق الرئيس جون إف كينيدي الذي كان يسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له للانتخابات الرئاسية، بإطلاق نار في فندق أمباسادور في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، حين أطلق شخص عربي الأصل يدعى سرحان سرحان، النار على كينيدي، من مسدس عيار 22 ملم، وتعرض لإصابات بالغة في الرأس والصدر، ونقل كينيدي على الفور إلى المستشفى، لكن بعد ساعات أعلنت وفاته رسميًا.
وكان لمحاولة الاغتيال تداعيات كبيرة على سباق الانتخابات الرئاسية عام 1968، وجاءت بعد مقتل رائد حقوق الإنسان مارتن لوثر كينغ جونيور، مما أدى إلى تفاقم الاضطرابات السياسة أواخر الستينيات.
(11) جورج والاس (1972)
خلال أنشطة حملته للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي له للانتخابات الرئاسية، أُطلق النار على والاس بمركز تسوق في لوريل بولاية ماريلاند أربع مرات، وأصيب بشلل دائم، وأمضى حياته على كرسي متحرك، وانتهت حملته الانتخابية بشكل مبكر، ولم يكمل سباق الرئاسة.
وسلطت محاولة اغتيال والاس -المعروف بآرائه العنصرية وشعبويته- الضوء على التوترات السياسية السائدة آنذاك في الولايات المتحدة، واحتمالات تفجّر أعمال عنف داخلية خلال حقبة حرب فيتنام.
(12) ريتشارد نيكسون (1974)
جاء في صحيفة واشنطن بوست أن آرثر بريمر، الذي انتهى به الأمر بإطلاق النار على حاكم ألاباما جورج والاس والتسبب في إعاقته، كان يستهدف في الأساس الرئيس نيكسون، وقد وقعت محاولة أكثر شهرة لاغتيال نيكسون في 22 فبراير/شباط 1974. أوضحت صحيفة إل إيه ويكلي أن صمويل بيك أطلق النار على ضابط شرطة وأرداه قتيلاً في مطار بالتيمور واشنطن الدولي، بعد أن عبر خلال النقطة الأمنية واقتحم إحدى رحلات خطوط دلتا الجوية المتجهة إلى أتلانتا. وكان قد أرسل شريطاً قبل ساعات إلى صحيفة واشنطن بوست، يتحدث فيه بالتفصيل عن خطته لاختطاف طائرة وتحطيمها في البيت الأبيض؛ كي يقتل نيكسون.
وبعد أن صعد على متن الطائرة، أطلق النار على الطيارَين، ليقتل أحدهما بعد أن أخبراه بأنهما لن يستطيعا الطيران. أطلقت الشرطة الرصاص على بيك عبر زجاج نافذة الطائرة، ثم قَتل نفسه قبل أن يتم اعتقاله.
(13) جيرالد فورد (1975)
نجا الرئيس جيرالد فورد من محاولتي اغتيال متتاليتين في كاليفورنيا خلال شهر سبتمبر/أيلول 1975، كان فورد داخل متنزه مزدحم بالجمهور في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا في الخامس من سبتمبر/أيلول، سحبت إحدى بنات عصابة عائلة مانسن، وهي لينيت فروم، مسدساً بعد أن وصل فورد إلى العامة ليصافحها.
لم يكن هناك رصاص في خزنة السلاح؛ لذا لم يطلق المسدس النار وألقى رجال الخدمة السرية القبض عليها، وذلك وفقاً لما نقلته شبكة إن بي سي نيوز. بعد أن حُكم عليها بالسجن مدى الحياة، أُطلق سراح فروم بعد أن توفي فورد وفاة طبيعية.
وبعد أيام معدودة من هذا الحادث، أطلقت المتطرفة سارا جين مور الرصاص على فورد بسان فرانسيسكو في الثاني والعشرين من سبتمبر/أيلول. أخطأت الرصاصة طريقها بفضل جندي البحرية السابق أوليفر سيبل، وهو أحد الحاضرين في المشهد، والذي جذب مور من ذراعها وفقاً لما نشره موقع سان فرانسيسكو غيت. أُطلق سراح مور في عام 2007 بعد عام من وفاة فورد.
(14) جيمي كارتر (1979)
ألقت شرطة لوس أنجليس في 5 مايو 1979 القبض على متسكع اسمه ريموند لي هارفي، خارج مركز تسوق سيفيك في المدينة قبل 10 دقائق فقط من موعد إلقاء الرئيس كارتر كلمته هناك. وكان يحمل مسدسا وعدة مخازن بحسبما أفادت به مجلة “أتلانتيك”. وزعم هارفي أنه عضو في خلية خططت وسعت لاغتيال كارتر.
(15) رونالد ريغان (1981)
كان رونالد ريغان على أعتاب الموت إثر محاولة اغتيال وقعت في 30 مارس/آذار 1981، فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن جون هينكلي جونيور فتح النار في أثناء ذهاب الرئيس إلى سيارته بعد أن خرج من فندق هيلتون واشنطن في نحو الساعة الثانية والنصف.
عانى السكرتير الصحفي، جيمس برادي، إصابة في المخ بسبب الهجوم وتُوفي بعد سنوات بسبب هذه الإصابات. كما أُصيب عميل الخدمة السرية تيم مكارثي، وضابط شرطة واشنطن دي سي توماس ديلانتي، وأُصيب ريغان من قبلً برصاصة اخترقت صدره وعانى إصابات بالغة ونزيفاً داخلياً وثقباً في الرئة. وخضع لعملية طارئة إثر هذا الحادث في مستشفى جامعة جورج واشنطن، حيث ظل تلقى العلاج أسابيع.
وبعد الهجوم، استعاد ريغان حس الدعابة المعروف عنه. حتى إنه أخبر زوجته قائلاً: “حبيبتي، لقد نسيت أن أخفض رأسي”. كما مازح الحاضرين متسائلاً ما إذا كان الجراحون الذين سيُجرون له العملية من الجمهوريين، وذلك وفقاً لما نشرته مجلة تايم.
وقد ادّعى هينكلي أنه نفّذ الهجوم ليبهر الممثلة جودي فوستر التي كان يطاردها. وقد أُودع مستشفى الأمراض العقلية حتى عام 2016، بعد أن أثبت أنه لم يعد يشكل تهديداً لأي شخص.
(16) بيل كلينتون (1994)
كان الرئيس الأسبق بيل كلينتون هدفا لعدة مؤامرات اغتيال خلال فترته الرئاسية في البيت الأبيض، ثلاثة منها في عام 1994، وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” سعى رونالد جين باربور إلى اغتيال الرئيس أثناء ممارسته رياضة المشي التي كان يواظب عليها يوميا.
وفي وقت لاحق من السنة نفسها صدم فرانك يوجين كودور طائرته الصغيرة في حديقة البيت الأبيض في محاولة لاغتيال كلينتون وفقا لصحيفة “نيوريوك تايمز”، حيث قتل كودور في الحادث.
وبعد شهر من هذا الحادث، أطلق فرانسيسكو مارتن دوران عدة طلقات باتجاه حديقة البيت الأبيض، لكن مجموعة من السياح كانوا بالقرب من المكان هجموا عليه وأسقطوه أرضا ومن ثم اعتقلته السلطات.
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إنه في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، أي بعد شهر من محاولة كوردون، وضع فرانسيسكو مارتن دوران مذكرة انتحار في جيبه وأطلق عدداً من الطلقات صوب العشب الشمالي. إلا أن مجموعة من السياح تعاملوا مع دوران في نهاية المطاف، وأُلقي القبض عليه فيما بعد.
كما وقعت محاولة اغتيال أخرى بالخارج في أثناء زيارة كلينتون إلى العاصمة الفلببنية مانيلا في عام 1996. فقد عُثر على قنبلة زُرعت أسفل الكوبري الذي كان يُفترض أن يسير فوقه الموكب الرئاسي لكلينتون. أشارت صحيفة الديلي تلغراف إلى أن المؤامرة كانت من تدبير أسامة بن لادن.
(17) جورج بوش الابن (2001)
أطلق الموظف السابق في دائرة خدمات الإيرادات الداخلية IRS روبرت بيكيت والذي كان يعاني من أمراض نفسية عدة طلقات على البيت الأبيض في فبراير 2001 قبل أن يقوم أحد ضباط الحماية بإصابته في الركبة خلال تبادل النار معه. وكان الرئيس جورج بوش حينها يمارس رياضته في حديقة البيت الأبيض.
وفي 2006 وحين كان الرئيس برفقة الرئيس الجورجي آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي أثناء تجمع في العاصمة الجورجية تبليسي، رمى أحد القوميين الجورجيين قنبلة يدوية باتجاه الرئيسين والمسؤولين الآخرين، لكن القنبلة لم تنفجر، فقد أعاقت القماشة ذراع الأمان في القنبلة، وهرب أروتيونيان من التجمع، وقَتل فيما بعدُ عميلاً جورجياً، ثم تم اعتقاله وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة لمحاولة الاغتيال.
(18) بارك أوباما (2008)
حين كان باراك أوباما مرشحا رئاسيا في 2008 خطط بول شيلسمان ودانيال كاورت لقتل 102 أمريكي من ذوي الأصول الأفريقية. وكان أوباما واحدا من أهداف الاغتيال، لكن الشرطة استطاعت اعتقالهما قبل أن ينفذا خطتهما بوقت طويل.
وفي عام 2011 أطلق أوسكار راميرو أورتيغا هيرنانديز النار على البيت الأبيض، لكنه سبب حادثا خلال فراره بالسيارة، واعتقلته الشرطة وزعم هيرنانديز أن أوباما كان ضد المسيح. وحكم عليه بـ27.5 عاما، وفي أبريل 2013 تم اختبار رسالة كانت موجهة إلى أوباما وعثر على سم الريسن فيها. وحكم على مرسل الرسالة جيمس إيفيرت دوتشكي بالسجن 25 عاما.
وفي 2015 أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية باعتقال السلطات ثلاثة أشخاص وهم أبرور حبيبوف و عبد الرسول جورابيوف وأخرور سيد أخماتوف بتهم التخطيط لاغتيال أوباما والالتحاق بتنظيم “داعش”.
وبعد ..
في إطار هذه التجارب التاريخية يرى عدد من المؤرخين الأمريكيين أن فكرة الاغتيال محفورة في الثقافة الشعبية الأميركية -كما في الأفلام التي لا حصر لها- وأن المسدس المتأصل في الحياة الأميركية هو الوسيلة السهلة لمحو الخلاف بين صاحب السلطة والضعيف.
وأن مأساة محاولة قتل أوباما قد تم تفاديها، لكن خطر الاغتيال السياسي سيظل متأصلا في الثقافة الأميركية وهذه هي المأساة الباقية، كما أن فكرة تفوق الجنس الأبيض يمكن أن تؤدي إلى تدبير قتل مرشح رئاسة أسود، وليس ذلك ببعيد عن أمريكا.
إذ يوجد في الولايات المتحدة نحو 1200 منظمة تغذي الكراهية، أغلبها تعتمد فكرة أن البيض هم الجنس الأسمى، وهؤلاء يُشكلون نقطة ضعف شريرة في المجتمع الأميركي، لأنهم غالبا ما يتدثرون بعباءة الوطنية لكنهم يرفضون سلطة الحكومة ويناضلون من أجل الهيمنة الاجتماعية والسياسية على المجموعات العرقية الأخرى مثل الأميركيين الأفارقة واليهود عبر وسائل غالبا ما تكون عنيفة.
لكن مع حالة ترامب، لم يعد الأمر قاصراً على السود والأقليات سواء في المستهدفين أو القائمين على محاولة الاغتيال، وهو ما يعني انتقال المجتمع الأمريكي إلى مرحلة أسوأ وأخطر مما كان عليه الوضع منذ نحو 9 سنوات، عندما تعرض أوباما لمحاولات الاغتيال.