هل رؤية ترامب بشأن سيطرة الولايات المتحدة على غزة واقعية؟

بواسطة
أمد للدراسات
تاريخ النشر
02/05/2025
شارك المقالة

يمكن الاطلاع على نص التقرير الأصلي علي موقع بي بي سي من هنا

 

 ترجمة وتحرير منصة أمد:

 

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة وستحتفظ بملكية طويلة الأمد للقطاع صدمةعالمية، فيما حاول الخبراء والقادة السياسيون فهم ما يعنيه هذا التصريح – وما إذا كانت رؤيته قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.

 

هل يمكن تنفيذ هذه الخطة؟

 

لم يتضح كيف يمكن تنفيذ هذا “الاستيلاء”. لم يستبعد ترامب إرسال قوات أمريكية إلى غزة، لكنه في الوقت ذاته أعرب عن تردده في التورطبمزيد من الصراعات الخارجية، متعهدًا بإنهاء حرب أوكرانيا وتجنب الدخول في حروب جديدة.

قبل توليه منصبه لأول مرة، صعد ترامب إلى السلطة بانتقاداته لأطول الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط، وغالبًا ما كان يدّعي – بشكل غيردقيق – أنه عارض غزو العراق، وهو ادعاء تم دحضه بشكل قاطع في عام 2016.

 

لا سابقة تاريخية لهذه الخطة

أعرب محللون عن شكوكهم بشأن الجدوى العملية لخطة ترامب الخاصة بغزة. قالت بيث سانر، نائبة مدير الاستخبارات الوطنية السابقة، التيعملت تحت إدارتي ترامب وبايدن، في مقابلة مع CNN : لا توجد آلية لتنفيذ هذا، ولا يوجد أي سابقة تاريخية له“.

ورغم أن ترامب اقترح توفير قطعة أرض جيدة أخرى للفلسطينيين، أشارت سانر إلى أن معظم سكان غزة البالغ عددهم مليوني شخص لنيرغبوا في مغادرة وطنهم، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تهجيرهم قسرًا.

وأضافت: هذا يعني أن جهة ما، ربما الولايات المتحدة، ستضطر للتدخل، لأن أي جيش عربي لن يقوم بترحيل الناس قسرًا من وطنهم.

 

معارضة من الدول العربية

 

عارضت دول عربية عديدة، بما في ذلك السعودية، الأردن، الإمارات، قطر، ومصر، أي مقترحات لإخراج الفلسطينيين من غزة، حيث اعتبرالمعارضون أن ذلك يرقى إلى التطهير العرقي.

وأعادت هذه الدول الأسبوع الماضي التأكيد على التزامها بإعادة إعمار غزة، مع ضمان بقاء الفلسطينيين في وطنهم.

كما حذرت بيث سانر من أن هذه الحكومات ستكون قلقة للغاية من تدفق اللاجئين إلى أراضيها، مما قد يؤدي إلى احتجاجات أو حتى أعمالعنف تهدد استقرارها الداخلي.

 

هل يمكن أن تعرض خطة غزة أهداف ترامب للخطر؟

 

قالت سانر إن خطة ترامب المقترحة تتناقض مع أهدافه الأخرى، موضحة أن تنفيذها قد يهدد:

  • اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حماس، حيث قد يؤدي الإعلان عن خطة التهجير إلى تقويض المفاوضات الجارية.
  • مساعي ترامب لتوسيع اتفاقيات أبراهام، التي أطلقها عام 2020، لتشمل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

وأكدت السعودية في وقت سابق أنها لن تطبع العلاقات مع إسرائيل إلا إذا حصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة. كما جددت الرياض يومالأربعاء دعمها الثابت وغير القابل للتفاوض لإقامة دولة فلسطينية.

 

ماذا بعد؟

 

لم تتضح بعد التفاصيل المتعلقة بكيفية تنفيذ السيطرة الأمريكية على غزة، وما إذا كان هذا الاقتراح سيترجم إلى خطة فعلية أم مجردتصريحات إعلامية مثيرة للجدل.

قال جوناثان بانيكوف، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق، إنه إذا مضت هذه الفكرة قدمًا، فستحتاج الولايات المتحدة إلى التزام طويلالأمد، قد يستمر لعقود، ويتطلب نشر عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين.

وأضاف أن هذا السيناريو سيذكر القادة العرب والجمهور العربي بفشل الولايات المتحدة في بناء دول مستقرة في العراق وأفغانستان.

في غضون ذلك، يستعد الملك عبد الله الثاني للقاء ترامب الأسبوع المقبل في واشنطن، حيث من المتوقع أن يجدد معارضته الشديدة لأي خططلنقل الفلسطينيين من غزة.

 

شارك المقالة
مقالات مشابهة