فورين بوليسي: لماذا استأنفت إسرائيل الحرب في غزة؟  

بواسطة
أمد للدراسات
تاريخ النشر
04/03/2025
شارك المقالة

المصدر: فورين بوليسي

 

استأنفت إسرائيل، يوم الثلاثاء، ضرباتها الجوية واسعة النطاق ضد حركة حماس، منهيةً بذلك وقف إطلاق النار الهش، وقضت على آمال إنهاءالحرب المدمرة في غزة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمار واسع في القطاع. ووفق وزارة الصحة في غزة، قُتلأكثر من 400 شخص في ضربات الثلاثاء وحدها.

 

مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن استئناف القتال جاء بسبب رفض حماس إطلاق سراح الرهائن ورفضها مقترحات تمديدالهدنة. وأضاف أن إسرائيل ستواصل التصعيد العسكري ضد حماس، معتبرةً الحركة تهديدًا أمنيًا مستمرًا، رغم مرور 17 شهرًا على اندلاعالحرب.

 

الجيش الإسرائيلي أكد أن الغارات “استباقية” وأنها ستتوسع لتشمل عمليات برية عند الحاجة. البيت الأبيض أوضح أنه تم إبلاغه مسبقًابالضربات، وألقت إدارة ترامب اللوم على حماس في انهيار الهدنة، بينما اتهمت حماس إسرائيل بنقض الاتفاق وتعريض حياة الرهائن للخطر.

 

لماذا انهار وقف إطلاق النار؟

 

إسرائيل وحماس توصلتا في يناير إلى اتفاق هدنة من ثلاث مراحل، بدأت بتحرير بعض الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكنالمرحلة الثانية، التي كانت تشمل إطلاق جميع الرهائن الأحياء وانسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من غزة، لم تنطلق أبدًا بسبب اتهاماتمتبادلة بانتهاك شروط الاتفاق.

 

حماس رفضت التخلي عن ورقة الرهائن دون ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية. بينما ترفض إسرائيل بشدة بقاءحماس في غزة، ونتنياهو تعهد بتدمير الحركة، مما جعل التقدم في المفاوضات شبه مستحيل.

 

بعد انتهاء المرحلة الأولى في 1 مارس، شددت إسرائيل الحصار ومنعت دخول المساعدات للضغط على حماس، وفقًا لمقترح المبعوثالأميركي ستيف ويتكوف. ومع استمرار الخلافات الجوهرية، انهارت الهدنة فعليًا مع استئناف الهجوم الإسرائيلي يوم الثلاثاء.

 

البعد السياسي الداخلي

 

تعتبر الحرب وسيلة نتنياهو للبقاء السياسي. شركاؤه من اليمين المتطرف هددوا بإسقاط الحكومة إذا قبل بإنهاء دائم للحرب. بعد استئنافالقتال، أعلن حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف عودته لدعم الحكومة، مما عزز استقرار ائتلاف نتنياهو.

 

في الوقت نفسه، يواجه نتنياهو محاكمة بتهم فساد، وتم إلغاء شهادته بسبب استئناف العمليات العسكرية.

 

ماذا بعد؟

 

من غير المرجح إنقاذ الهدنة قريبًا، وإسرائيل أشارت إلى أن العمليات العسكرية ستتواصل. استمرار القتال يزيد من تدهور الأوضاع الإنسانيةويعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر، كما حذرت عائلاتهم من أن استئناف القتال قد يؤدي إلى مقتلهم.

 

الحرب توسع دائرة التصعيد الإقليمي، مع مواجهات بين إسرائيل وحزب الله، وضربات متبادلة مع إيران، وهجمات الحوثيين المدعومين من إيرانعلى إسرائيل والسفن الدولية.

 

عودة الحرب قد تعرقل جهود التطبيع بين إسرائيل والسعودية، حيث أدانت الرياض الهجوم الإسرائيلي الأخير. وعلى الرغم من دعم ترامبالمطلق لنتنياهو حتى الآن، فإن استمرار الحرب قد يضر بأهداف ترامب السياسية إذا رأى في نتنياهو عقبة أمام صفقاته الإقليمية.

 

شارك المقالة
مقالات مشابهة