عاد ترامب رئيسا للولايات المتحدة وأعاد إلى الأذهان مشروعه (صفقة القرن) وخبرة أربع سنوات قضاها رئيسا في ولايته الأولى اتخذ فيها قرارات خطيرة تخص القضية الفلسطينية منها :
1- الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ودمج القنصلية الأمريكية مع السفارة بالقدس، وقف الدعم لمستشفيات القدس، واستبدال القدس بإسرائيل بوصفها مكانا لولادة مواطنيها.
2- قطع الإعانات المباشرة وغير المباشرة عن الحكومة الفلسطينية، وقطع المساعدات عن أونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بواشنطن، وطرد السفير الفلسطيني من واشنطن.
3- الاعتراف بشرعية الاستيطان واعتبار المستوطنات غير مخالفة للقانون الدولي.
4- الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان (الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تعرف بذلك)، ثم دعم مشروع دمج غور الأردن.
5- رعاية التطبيع بين دولة الاحتلال وبين الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان.
وقفة مع صفقة القرن:
في يناير 2019 أعلن ترامب بنود صفقة القرن في جانبها السياسي وقد كان صهره ومستشاره “جاريد كوشنير” قد أعلن في وقت سابق الشق الاقتصادي للصفقة وذلك في ورشة عمل عقدها بمملكة البحرين، وهما يمثلان رؤية ترامب المزعومة لتصفية القضية الفلسطينية التي سماها “خطة السلام من أجل الازدهار”، جاءت على طريقة ترامب في بدء التنفيذ قبل الإعلان، ووفق سياسة “افعل ثم ناقش التداعيات” ، ومجمل أفكاره هي: خطة للسلام وحكم ذاتي فلسطيني بلا حق العودة ولا قدس ولا ماء ولا ميناء ولا جو ولا معابر ولا حدود ولا سيادة ومع بقاء المستوطنات، كيان عبارة عن كنتونات بلا وحدة جغرافية ولا مقومات دولة، يعترف بيهودية إسرائيل، ويخدم الأمن الإسرائيلي. وجرى تسويق المشروع بالعصا والجزرة، بالإغراء المالي على حساب دول عربية، وبأنه الفرصة الأخيرة للفلسطينيين، وأنه يجب على الدول العربية أن تبدأ التطبيع قبل حل القضية.
وبغض النظر عن حضور 3 سفراء عرب حفل تدشين الصفقة في واشنطن، إلا أن مجمل الموقف العربي الرسمي اضطر لرفض الصفقة كما رفضتها كل من تركيا وإيران.
أراد ترامب بصفقته الانتقال من التسوية العادلة إلى تصفية القضية من خلال فرض الحقائق على الأرض، كما أراد إسقاط خيار حل الدولتين وإنشاء حكم ذاتي تحت السيادة الصهيونية، وعقد سلام اقتصادي والمضي في التطبيع قبل التسوية، وتقديم دولة الاحتلال ككيان طبيعي متحالف مع أنظمة الاعتدال ضد محور الشر والمقاومة وضد مشروع الاستنهاض الحضاري .
ومهما يكن من أمر فقد انتهت ولاية ترامب بفشل صفقة القرن لأسباب كثيرة أهمها المقاومة ومعركة سيف القدس والرفض الرسمي والشعبي لها.
لكن يبقى السؤال هل تنازل ترامب عن أفكاره القديمة؟ وهل جاء في ولايته الثانية ببرنامج جديد للشرق الأوسط أم أنه ما زال متمسكا بمشروعه القديم؟
الانتخابات الأمريكية:
أجريت الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ذروة اشتداد الحرب على غزة، وتابعنا المظاهرات والوقفات والاعتصامات في الجامعات والشوارع والساحات الأمريكية والغربية، ما يؤكد أن صحوة في الضمير الشعبي في الغرب وفي أمريكا قد بدأت، وفي ذروة حملته الانتخابية كانت أهم تصريحات ترامب بخصوص الحرب هي:
1- أنه لو كان في السلطة ما اندلعت هذه الحرب وأنه كان بمقدوره وقف الحرب بأسرع وقت.
2- هدد بأنه لو جاء إلى البيت الأبيض قبل أن تقف الحرب وتعاد الرهائن فإن الشرق الأوسط سيتحول إلى جحيم.
3-أنه نظر في الخريطة فوجد أن مساحة إسرائيل صغيرة وأن الشرق الأوسط فيه مساحات شاسعة !!
4- أنه إذا وصل إلى المكتب البيضاوي فسيوقف كل سنت يصل إلى الفلسطينيين والإرهابيين في اليوم الأول.
5- لما فاز اختار فريقا معاونا أكثرهم من العنصريين المتصهينين الموالين لإسرائيل، ومنهم وزير خارجيته وسفيره في القدس.
6-قبل تسلمه الرئاسة أرسل مبعوثا خاصا له في المنطقة!، ضغط على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار، ثم بعد تقلده لمنصبه نسب النجاح في إيقاف الحرب لتدخله، وقرر بنفسه أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، لكن الوكالة لن تمنحه إياها.
7- أعلن ترامب أن سيفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، بسبب إدانتها لرئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه جالانت.
وفي هذا قصة يجب أن تروى.
تهديد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية :
أعلن السيد كريم خان المدعي العام للجنائية الدولية في مقابلة على CNN أن الأدلة توفرت بأن قوات الاحتلال ارتكبت جرائم ضد الشعب في غزة منها التسبب في الإبادة والتسبب في المجاعة (التجويع) وحرمانهم من إمدادات الإغاثة الإنسانية واستهداف المدنيين عمدا، والقتل الجماعي.
وأنه أصدر مذكرتي اعتقال بحق قادة الاحتلال المذكورين
وأن الجانب الإسرائيلي منع المدعين من الدخول ليحول بينهم وبين توثيق الأدلة على ارتكابهم جرائم الإبادة الجماعية، وارتكابهم جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وأعلن خان أنه تلقى تهديدات بأن: “استهدفوا إسرائيل وسنستهدفكم ” ، و “إذا مضيتم قدما في الإجراءات لإدانتهم فسنتحرك لإنهاء كل الدعم الأمريكي للمحكمة، ولمعاقبة موظفيكم وحظركم وعائلاتكم من أمريكا “، جاءته هذه التهديدات من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ وفي الكونجرس الأمريكي مؤيدين لترامب ذكر أسماءهم.
كما ذكر أن مسئولا أمريكيا منتخبا قال له: إن المحكمة لم تنشأ لملاحقة الإسرائيليين، وأنها لم تنشأ إلا لملاحقة بوتين والديكتاتوريين في إفريقيا.
وبالفعل نشرت “وكالة رويترز” عن مسئول بالبيت الأبيض أن ترامب سيوقع أمرا بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية” والسبب هو نتنياهو وجالانت.
نتنياهو في واشنطن:
للأسف اعتادت أمريكا أن تقوم بتصدير المشاريع والخطط الجاهزة للتنفيذ في المنطقة العربية، وما زاد الطين بلة هو طبيعة شخصية ترامب وأخلاقه وسابق خبرته في السمسرة والتطوير العقاري،
فلم يمض أسبوع واحد على استلامه السلطة حتى خرج علينا بأفكاره الجديدة حول القضية الفلسطينية، وأعلن عن نيته في تهجير أهل غزة، وخطته للتطبيع والسلام مع السعودية، ونشرت جيروزاليم بوست “أن مصر والأردن تخشيان من أن تؤثر خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة على خطة التطبيع” ما يشير إلى رفض وتوجس لدى البلدين من أفكار ترامب.
ثم أكمل ترامب آراءه الخطيرة في حضور نتنياهو فقال: ” أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة” وأعرب عن ثقته أن “مصر والأردن ستنفذان كلامه” وأن “المملكة العربية السعودية موافقة على التطبيع مع إسرائيل، وأنها لم تشترط الاعتراف بدولة فلسطينية، وأن دول المنطقة تريد السلام مع إسرائيل” وأن “الفلسطينيين ليس أمامهم بديل سوى مغادرة غزة” متعللا بما أصاب غزة من دمار شامل وانقطاع كامل لكل أسباب الحياة”، وكأن هذا الدمار جاء بسبب كارثة طبيعية وليس بسبب نتنياهو المدان من المحكمة الجنائية الدولية والمطلوب للعدالة !!
لاشك أن القنبلة التي ألقاها ترامب بحضور نتنياهو دغدغت مشاعر قادة الاحتلال وغازلت أحلامهم ومشروعهم التوسعي القائم على إحداث المجازر والتهجير والتطهير العرقي، وبدأوا يأخذوا الأمر على محمل الجد ويغيروا خططهم بناء على ذلك.
وبسرعة جاء الرد السعودي قويا ورافضا في بيان لوزارة الخارجية، فرد نتنياهو على السعودية بأنهم يستطيعون استضافة الفلسطينيين عندهم؛ فلديهم أراضي شاسعة، وتوالت الردود التركية والمصرية والأردنية في بيانات للخارجية ترفض التهجير والاستيطان وتتمسك بالحق الفلسطيني وترفض المساس به.
ثم صرح ترامب ل “فوكس نيوز” بأن مصر والأردن سيوافقان على التهجير الفلسطيني إلى بلديهما لأنهما يحصلان من أمريكا على المساعدات بالمليارات، ” مع العلم بأن ترامب ألغى الإعانة للأردن قبل أيام”
ولما سئل ترامب كيف ستأخذ غزة؟ هل ستشتريها أمريكا؟ فقال : “سنأخذها بلا ثمن”، فلما سئل: ما السلطة التي تخول لك ذلك ؟ قال: “بموجب السلطة الأمريكية”
ترامب الذي لا يستطيع نقل مواطن أمريكي واحد من بيته، قرر أن يهجّر غصبا مليون وثمانمائة ألف غزاوي خارج فلسطين كلها.
برغم أهمية البيانات في إثبات المواقف الرسمية؛ لكن ليس بالبيانات القوية، ولا بالمظاهرات المصطنعة تستطيع الدول إفشال هذه المخططات الخطيرة وإنهاء محاولات التهجير.
إعلان حماس إرجاء تسليم الرهائن:
أعلنت حماس عن نيتها عدم تسليم الأسرى إلا بعد وفاء الاحتلال بالتزاماته المتفق عليها فوقع كالصاعقة على ترامب فسبق إلى الرد بتهديد حماس بالجحيم إن لم يتم إطلاق كل الأسرى قبل ظهر السبت وهو الموعد المقرر مسبقا.
قامت حماس بتوضيح موقفها وأنها ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار ما التزم الاحتلال به، والذي تم برعاية وضمانة الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة وشهد عليه المجتمع الدولي، وأكدت ان الاحتلال هو الطرف الذي لم يلتزم بتعهداته، وعليه تقع مسؤولية أي تعقيدات أو تأخير.
ونشرت حماس في تصريح لها خروقات الاحتلال لبنود البروتوكول الإنسانية في غزة.
وأصرت حماس على موقفها المطالب بتنفيذ الاحتلال للجانب الإنساني والإغاثي من الاتفاق، وتدخل الوسطاء وحدث تفاعل كبير فتراجع الاحتلال ومن وراءه عن تهديداتهم، وبدأ دخول المواد الإغاثية والإنسانية عبر المعبر، في حين بقيت المنازل المؤقتة والمعدات مكدّسة أمام معبر رفح في مصر ولا يسمح لها بالدخول، وأعلنت حماس أسماء قائمة بالأسرى المزمع الإفراج عنهم، وأخبر الاحتلال عائلات الأسرى الثلاثة ليستعدوا لاستقبالهم، وإن كان نتنياهو لم يصرح علنا بموافقته على إطلاق سراح ثلاثة أسرى فقط، وأعاد ترمب طلبه أن تطلق حماس جميع الأسرى يوم السبت، فالأزمة تقريبا تم حلها.
ويبقى أن ترامب لا نتنياهو هو من يقوم بتهديد حماس بالجحيم، وأن المقاومة استطاعت أن تثبت على موقفها وتدافع عنه، وأن المرحلة الأولى ستكتمل، إلا أن الأهم هو النجاح في إتمام المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في ظل هذه الأجواء.
لقاء العاهل الأردني بالرئيس ترمب في واشنطن:
وقبل أن يختم اللقاء سُمح للصحفيين بالدخول المفاجئ وبدا الملك الأردني منضغطا متوترا ومهموما، وحاول تجنب الصدام مع ترامب الذي أكد أمامه تهجير الفلسطينيين في قطعة من الأردن، فرد الملك بأن الأردن ستستقبل 2000 طفلا فلسطينيا مريضا، وأنه سيفعل ما فيه مصلحةً لبلده، وأنه سينسق مع الأشقاء في مصر والسعودية وبأن العرب سينسقون موقفا موحدا للعرض على واشنطن، كما أنه سيتشاور مع الأوروبيين، وزعم ترامب أنه وجد دعما كبيرا لما عرضه بشأن تهجير أهل غزة، برغم المواقف الرسمية الرافضة لمشروعه.
وفور انتهاء اللقاء العاصف نشر العاهل الأردني على حسابه الرسمي على X تغريدات تؤكد الموقف الرسمي الأردني الرافض للتهجير والمتمسك بالثوابت الفلسطينية والموقف الرسمي العربي.
وفي اليوم التالي توجه ترامب إلى الشعب الأردني برسالة يشيد فيها بالملك الأردني وحرصه على مصلحة شعبه وبلده.
ومهما يكن القول فإن الصورة في لقاء العاهل الأردني كانت مُعبِّرةً والمشهد كان حرجا مما رجح لدى الرئيس المصري تأجيل زيارته لواشنطن إلى موعد يحدد بعد انعقاد القمة العربية المزمعة في 27 فبراير الحالي، لتفادي ذات الموقف ولكسب الوقت للتفكير والتنسيق واتخاذ موقف جماعي.
هل يصر؟!
ترامب على تنفيذ أفكاره؟ وما رد الفعل المصري والعربي والإسلامي المتوقع؟
يرى بعض الساسة أن فكرة ترامب كما تهديداته، عبثية ولا طائل من وراء الخوض فيها والاهتمام بها، فترامب لا يريد عودة الحرب لأنها تتعارض مع مشروعه في المنطقة القائم على التطبيع مقابل السلام، وعلى رأسه التطبيع مع السعودية، وهو يوقن أن التطبيع لن يتم في وقت الحرب التي ترتكب فيها المجازر ولذلك هو يريد تهدئة الأوضاع وإيقاف النزاع، لكن المشكلة في نتنياهو الذي وصفه ترامب بأنه رئيس الوزراء الأفضل لإسرائيل، فرد عليه نتنياهو بوصف عودته إلى البيت الأبيض بأنها تعد “أعظم عودة في التاريخ”، حيث أن مستقبل نتنياهو
مرتبط باستمرار الحرب، لأن انتهاء الحرب معناه بدأ الحساب معه على الفشل الأمني والفساد الشخصي، وبدء انهيار الائتلاف الحكومي المتطرف، بما ينهي مستقبله السياسي وربما ينتهي به المطاف إلى السجن.
ولو كان لدى نتنياهو خطة حقيقية للقضاء على المقاومة خلال أشهر قليلة لربما استجاب له ترامب وترك له الفرصة للإجهاز على المقاومة وإنقاذ نفسه، لكن يبدو أن ما يقدره ترامب وإدارته هو أن نتنياهو لا ولن يستطيع.
. في حين ينظر البعض إلى الرئيس ترامب صاحب الشخصية النرجسية السيكوباتية، القادم من خارج المنظومة والمناهض للدولة العميقة، الذي يراها عبئا على الولايات المتحدة، المتمرس على التجارة في كل شيء، المفتون بأنه وحده الذي يستطيع صنع الأشياء التي عجز عنها الجميع، الذي يُقوِّضُ -دون أسف- أسس القانون الدولي ولا يعترف إلا بمنطق القوة، ولا يحترم المؤسسات الدولية التي أصدرت قرارات مسبقة حول قضية فلسطين، ينفذ ما جاء في كتابه عن (فن الصفقة) : “كي تنجح في التفاوض قم بتقديم عرض مبالغ فيه، وخارج التصور، يثير الرعب والهلع، ثم قم بتخفيفه لاحقا، للحصول على مكاسب ما كانت متوقعة من قبل”.
فهو يحاول أن يرهب الجميع ويهددهم بالجحيم ويساومهم ويضغط عليهم في نقاط ضعفهم، ويخدع الجميع بأنه يعرف مصلحتهم أكثر منهم و”أن الفلسطينيين وإن لم يرغبوا في فكرة التهجير في البداية إلا أنهم سيوافقون في النهاية، لأنها في الواقع خطة جيدة للغاية لهم”،
فإن لم ينجح كما حدث من قبل سيتراجع مؤقتا، راضيا بما حققه من ربح متذرعا بأن إدارته ليست على عجلة من أمرها،
ويرون أن الأصح هو التعامل بالجدية اللازمة مع أفكاره الشاذة الكثيرة، ومنها أفكاره عن العزلة والقوة، وعن تفكيك الاتفاقات والانسحاب منها واستبدالها بصفقات جديدة يفرض فيها شروطه بعيدا عن قيود المؤسسات، لأنه برغم عجزه عن تحقيق بعض أفكاره السابقة، إلا أنه نفذ الكثير منها حتى أصبحت واقعا مريرا.
فهو إن استطاع فَعَل وإن لم يستطع رجع بمكسب صغير يقدمه لجمهوره وقاعدته الانتخابية
ولذلك يتطلب الأمر اتخاذ الخطوات الفورية الشجاعة بالسعي نحو التضامن والتكاتف العربي الإسلامي لبناء وتنفيذ مشروعي فتح المعبر بشكل دائم لإدخال المساعدات والمواد وإعادة الإعمار فورا، وتضافر الجهود الرسمية والشعبية لدعم غزة، والتنسيق مع الأوروبيين ومع روسيا والصين، والحوار الصريح الشجاع مع صانع القرار الأمريكي ليدرك أن غزة وطن لا يمكن بيعه بخلاف الأراضي التجارية، وأن قضية فلسطين هي القضية المركزية للأمة الإسلامية وأن أدنى تجاوب مع أي مشروع للتهجير يستنفر الشعوب ويستفز مؤسسات الدولة ويهدد الاستقرار والأمن القومي العربي والسلم الدولي ويحدث انفجارا في المنطقة لا تؤمن عواقبه.